الجمعة، 9 يونيو 2017

أسرار النعيم - د.أحمد عمارة



إن أردت أن تغير حياتك بجد .. اقرأ ولا تتكاسل ،
 إن تكاسلت فأنت لا تستحق بسبب الكسل 
.
هل تعلم أن أي فكرة أو حلم حلمت به أو مر بخاطرك هو دليل على أنك تمتلك كل الوسائل حاليا لتحقيقه ؟
مجرد ورود الفكرة على خاطرك هي إشارة من ربك أنك قادر على تحقيقه وتمتلك الآن كل الوسائل لذلك !!
هل تعلم أنك لو لم تمتلك هذه الوسائل لما توافقت ذبذباتك الحالية مع هذه الفكرة ولما خطرت على بالك أصلا ؟
هل تعلم أنك لو كنت "مؤمنا" بأنك تمتلك الآن كل الوسائل لتحقيقه وينقصك فقط التوكل على الله دون انتظار أي شيء من الخارج ، ستتفجر لديك طاقة كافية تعينك وتستمر معك إلى وصولك لهذا الهدف ؟
هل تعلم أن الطاقة فور تفجرها بحماس داخلك ستجذب مزيد من الإلهامات الإلهية التي ترشدك للوصول لهذا الهدف من أي نقطة كنت فيها الآن وفي أي ظرف كان ؟
.
هل تعلم أنه رغم كل هذا يقفز الشيطان بخدعة بسيطة عبيطة (لأن كيده ضعيف) ليشتت تفكيرك ويدمر طاقتك بأفكار نسميها في علم النفس (أفكار معرقلة) تضيع الرؤية منك وبدلا من أن ترى الطريق واضحا جليا نحو الهدف ، لن ترى إلا المعيقات والمعرقلات فتنقلب طاقتك ضدك وبدلا من أن تخرج في شكل حماس وتحدي وبذل للهدف ، فإنها تخرج في شكر خنقة وألم وأمراض ؟
.
وبدلا من أن تبقي الساعات والأيام ساعيا متحمسا منطلقا باستمتاع ، ستبقى الساعات والأيام تندب حظك وتعيش الدراما والألم وسوف يستمر الشيطان في جعلك ترى كل هذه السلبيات طوال حياتك لتستمر في الألم والفقر (الشيطان يعدكم الفقر) .
.
هل تعلم أن المعيقات والأفكار المعرقلة هو عمق معنى "الأصنام" التي يذكرها الله مرارا وتكرار في كتابه الكريم ؟
هل تعلم أن ملة إبراهيم حنيفا التي أمرنا الله أن نتبعها أكثر من خمس مرات في القرآن بأوامر مباشرة كانت للرسل ولنا هي أن نكسر كل الأصنام المعرقلة ونكسر كل ما هو بيننا وبين الله حتى نصل لكل ما نريد في الدنيا والآخرة ؟
وأن من اتباع ملة إبراهيم حنيفا هي أن تنسف كل طرق الآباء والأجداد في الوصول للأهداف حتى تحقق أهدافك بصورة غير مسبوقة في تاريخهم !
.
عندما نسف الغرب موروث الآباء والأجداد في المواصلات اخترعوا السيارات والطائرات .
عندما نسف الغرب موروث الآباء والأجداد في التواصل بالحمام الزاجل اخترعوا الإنترنت والاتصالات الفيديو .
والأمثلة على ذلك كثيييييييرة جدا . 
لذا من ضمن شروط اتباع ملة إبراهيم حنيفا ، هي الانتباه لموروث الآباء والأجداد وعدم السير عليه في تحقيق الأهداف .
لم يكن مارك مثلا صاحب الفيس بوك ليصل لكل ما وصل إليه لو اتبع موروث الآباء والأجداد في تحقيق الأهداف لأن موروثهم في الرزق وأدوات الرزق محدود . لذا جاءه المال من حيث لا يحتسب . 
.
لكي تكتشف الأصنام العقلية والأفكار المعرقلة في عقلك ، فقط اسأل نفسك سؤالا بسيطا :
ترى لماذا لم أصل لأهدافي حتى هذه اللحظة ؟
.
دون بقوة كل ما يطرأ في عقلك .
اكتبه بتركيز ، خذ وقتك ، لا تسمح لأي شيء أن يقاطعك أو يعيقك .

تأمل بهدوء ما كتبته ، وتأكد أن هذه هي الأصنام التي تعبدها في الحقيقة من دون الله .
وأن هذا هو "إلهك الذي ظللت عليه عاكفا" . وأنك لن تصل لأي هدف في الدنيا قبل تدمير هذه الأصنام من العقل تماما . 
هذا هو الشريك الحقيقي مع الله ، وأنك بهذا ظلمت نفسك ظلما مبينا منذ تم بناء هذا الشريك داخلك (إن الشرك لظلم عظيم) .
وأن هذا هو في الحقيقة سبب عدم إجابة دعائك ، وهو سبب جذب كل المشاكل لحياتك (وما ظلمهم الله ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) .

إن كنت ترى مثلا أنك لم تصل لهدفك لأنك لا تملك المال ، فوالله لن تملك المال وستظل أسير المال ولن تصل لأهدافك قبل أن تهدم هذا الصنم في عقلك .
إن هدمت الصنم وأدركت أنك تعبد الله وحده لا شريك له ، الذي يرزق البشر ويهدي الناس لأهدافهم حتى لو لم يكن لديهم أي مال ،ستذهل من كل الفرص التي ستتاح أمامك في الفترة القادمة لتحقيق الهدف ، سواء بزيادة فرص المال أو بدخول شراكات معك فلا تحتاج المال ، أو بأشياء لن تخطر على بالك وهي ما سماها الله في القرآن (ويرزقه من حيث لا يحتسب) ، كل ما هو مطلوب منك (أن تتق الله).
.
يا راجل دانا لو قلت لك إن رئيس الدولة هيساعدك يلا نروح له ، عمرك ما هتقول أصل أنا معنديش مال ، لأنك واثق وموقن داخلك أن رئيس الدولة بيده مقاليد كل ما في الدولة !! 
أرأيت أن يقينك برئيس الدولة أعلى من يقينك بالله 
أرأيت كيف أن هذه المعلومة النفسية العقلية البسيطة دمرت حياة ملايين من البشر .
أرأيت أن هذه الفكرة البسيطة اللعينة لو ظلت في رأسك لانتهت حياتك قبل أن تحقق أهدافك ؟
.
إن نسفت الأفكار المعرقلة ، ستصل لأهدافك بلا أي معرقلات ، سترى الطريق واضح سلس يسير للهدف ، هذا هو الصراط المستقيم ، صراط الذين أنعم الله عليهم وعايشين النعيم بجد . 
صحيح ، نسيت أن الموروث أقنع الناس أن الصراط في الآخرة بس ، ومش كده وبس ، لأ وأقنعهم إنه أحد من السيف وأرفع من الشعرة ،عن طريق قصص واهية مكذوبة نسبت للرسول الكريم والناس بتصدق بلا تبين حتى ذاقوا الجحيم . لأنهم فقط لم ينفذوا أمر ربهم "فتبينوا" .
.
عموما ، أي طريق سهل يسير لأي هدف هو صراط مستقيم ، وكل صراط مستقيم يقعد عليه الشيطان ليضل الناس عنه حتى تتشتت حياتهم (لأقعدن لهم صراطك المستقيم) .
هيا دي ملخص لعبة الشيطان مع تشتيت الناس في الحياة ، وفي النهاية يضيعم عن تذوق الجنة في الدنيا وفي الآخرة .
.
معلومات نفسية غاية في الخطورة ، هي محور وعمق الدين الذي 90% منه أمور نفسية لا يدركها إلا من درس النفس ، ثم يأت شخص لا يفقه عمق هذه الكلمات ويقول (لا تتكلم في الدين) 
.
هيا قم ، انسف هذه الأصنام من رأسك ، واعلم أنه طالما مر الهدف بخاطرك فأنت تملك الآن وفي هذه اللحظة كل الوسائل لتحقيق ، ولن تظهر هذه الوسائل إلا عندما تهدم الأصنام العقلية (الأفكار المعرقلة) . عندها فقط سيظهر لك الطريق وهذا هو معنى (يخرجهم من الظلمات إلى النور) سترى النور في كل الطريق وستراه واضحا جليا في عقلك حتى تصل لهدفك باستمتاع وشغف .
.
انسف الصورة البائسة الفقيرة اللي واضعها الشيطان في عقلك .
انسف الكسل والخمول اللي زينهملك الشيطان لتدميرك 
انسف الإنسان القديم داخلك ، وابن انسان جديد
واستمتع بجنة الله على الأرض فهي ليست لمن يعيش بأصنام العقل !



اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونـة يقظة وعــي