الأربعاء، 16 مارس 2016

أصناف الناس في الحياة .. د.أحمد عمارة


ناس يحركها الخوف .. وناس يحركها الأهداف (الحب)

1- من يحركه الخوف :

تجده دائما في قلق وفي خوف من كلام الناس ومن الأحداث ومن الظروف

معظم كلامه : الناس قد تزعل ، الناس قد تتضايق ، قد يسيئون فهمي ، قد يهاجمونني ، قد يسيئون الظن بي .

لو سمع رأي مخالف ، يصل إلى ذروة القلق ، يصاب بالإحباط سريعا ، يتأثر كثيرا برأي من حوله ، يخشى النقد ، يخشى كلام الناس يبالغ في وصف الأحداث ، متعجل في إعلان النتائج وفي الغالب تكون سلبية ، مسارع بإعلان الفشل ، مضخم للأحداث ، يتقن الوصف السلبي المبالغ فيه ، يقول غالبا عبارات مثل : روما تحترق ، الدنيا انهارت ، القيامة قامت ، هتحصل مصيبة لو لم أفعل كذا وكذا ، الدنيا خربت ، المصايب تنهال علينا منذ كذا وكذا ، وغيرها من العبارات الوصفية السلبية المبالغ فيها .

عندما يناقش أي شيء لا يرى إلا سلبياته ، وعندما يناقش أي شخص لا يرى إلا سلبياته ، ويتفنن في النيل من شخصه وصفاته ، وأحيانا إذا ظهرت إيجابيات يسيء تفسيرها ويقلبها سلبيات .

ويشكك في نية صاحبها ، وإذا حدث في النهاية نجاح يكون موقنا أنه بالمصادفة البحتة ونتيجة لظروف معينة ، وهو دائما مضخما للسلبيات مركزا عليها ، ومهمشا للإيجابيات ومقللا منها .

تجده دائما يركب الموجة كما يقولون فهو فترات متحمسا إيجابيا ، وفترات أخرى سلبيا يبث الضيق والهزيمة والتوتر في كل من حوله إذا وجدته متحمسا ، تأكد من أن هناك ظرف جيد مفاجئ حدث له أو أن هناك إيجابيين كثيرين من حوله لسبب ما

وعندما يكون سلبيا ، تأكد من أن هناك ظرف سيء وقع فيه ، أو أن هناك سلبيين كثيرين من حوله وهذا يحدث له دائما .

يخشى الفشل على الدوام ، ويخافه ، وتجده دائما لا يقدم على أي شيء جديد فيه ابتكار لأنه يخشى الفشل ويخشى عدم إتاحة الظروف المناسبة

هو على الدوام تحركه الظروف ، وتقوده الظروف ، وتتحكم فيه الظروف ، وهو أسير للظروف ، ويتفنن في تعليق كل مشاكله على شماعة الظروف

يشعر دائما بالفراغ ، بالانتظار ، بالملل ، بالضياع ، بالكسل ، بالوهن ، لا قيمة للوقت عنده نهائيا ، فهو يضيع عشرات الساعات دون أن يلتفت لها ، يبحث بقوة عن شيء ما لكي يتعلق به ليخلصه من هذه المشاعر القاتلة ، ليس لديه إلا خيار واحد فإذا واجه أي عقبة ، شعر أن الحياة انهارت وأعلن الفشل .

تجد عباراته لمن حوله دائما يحركها الخوف ، فلو كان سياسيا تجده يشحذ الناس بالخوف من المستقبل والخوف من الأزمات القادمة والخوف من غلاء المعيشة ، والخوف من الفشل والضياع وغيرها

ولو كان رجل دين تجده دائما يدعو للدين بالرعب والخوف من الموت والعذاب والنار والفقر وغضب الله وعذاب القبر .

ولو كان أبا أو زوجا تجده يقود البيت بالرعب والعقاب والحرمان والتهديد والوعيد لو حدثت مشكلة بينه وبين شخص آخر ، تجده يلجأ دائما للأسلوب الجاف أوالتهديد والوعيد ظنا منه أن هذا سيحقق مراده يتخذ أسلوب الترهيب منهجا لحياته ومنهجا للتأثير على من حوله

بعضهم يتعلم العلم للمفاخرة ولمهاجمة الناس وإثبات أنهم على خطأ . فهو يتلذذ دائما باصطياد أخطاء الآخرين ويتباهى بعلمه القليل الذي ساعده في اصطياد هذا الخطأ لغيره حتى لو كان عالما أعلم منه في هذا المجال .

يتغيرون ببطء شديد هذا إذا تغيروا ، ودائما تجدهم يدورون في نفس المحاور والمواضيع التي ربما دار فيها ملايين الناس قبلهم ، نادرا ما تجد عندهم جديد ، يتمسكون بكل شيء فيه جدال أو خلاف ويجدون ذواتهم في النيل ممن خالفهم

ينشر الكره والغل دائما بين الناس بتحدثه عن السلبيات سواء كانت سلبيات الحكومات أو الناس أو من يختلف معهم في الدين أو العرق أو الرأي ، يضر الناس جدا بتواجده معهم حتى ولو لم يتكلم

لا يتعلمون من الحكم ، وإنما يقعون دائما في نفس الأخطاء ثم يقولون في النهاية ، فعلا ، فلان كان عنده حق ، أو الحكمة الفلانية كانت صحيحة

يصعبون كل شيء على الناس ، يصعبون الدين .. يصعبون العلم ويصعبون الحياة

يرون أن الحياة كفاح وقتال ونضال وتعب ومشقة ومصائب وابتلاءات

تجد تصرفاتهم دائما ردود أفعال

هذا الصنف من الناس قلما يستمتعون ، قلما يرتاحون ، قلما ينعمون ويتمتعون بمتع الدنيا التي سخرها الله للإنسان


2- من يحركه الأهداف (الحب):

تجده دائما هادئ واثق متزن حتى لو تحرك ببطء ، إلا أنه مطمئن لأنه يتحرك للأمام دائما ونحو هدفه

معظم كلامه : سأصل إلى هدفي ، لن يوقفني شيء ، مهما كان كلام الناس فإنهم سيسكتون عندما أحقق هدفي ، ولا يلتفت إلى المثبطين الذين ينتظرون النتائج السريعة البراقة . ولا يلتفت لأي شخص سلبي أيا كان . حتى لو كان من أهله أو المقربين له .

لو سمع رأي مخالف : سيستمع إليه بعمق ، ويستفيد منه إذا كان مفيد ، أو يبين خطأه بهدوء إذا كان صاحبه على خطأ أو ينقصه معلومة ما . وسيكون دائم الاستفادة ممن حوله ، فهو يستفيد من أي شيء يخدم هدفه

عندما يناقش شيء : يركز على الإيجابيات ، ولا يلتفت أبدا إلى السلبيات ، فهو يكتسب الإيجابيات الجديدة التي تفيد في تحقيق الهدف ، وبهذا ستتلاشى فورا السلبيات التي لم يركز عليها ولم يعرها انتباها إلا أنه لا يحقر منها . فهو يعلم تأثير السلبيات ولكنه يركز بقوة على الإيجابيات

تجده على الدوام متحمسا إيجابيا ناشرا للطاقة والحماس والقوة بين كل من يشاركوه ، فهو يعلم أنه من الطبيعي أن تحدث أخطاء ، ومن الطبيعي أن تحدث عقبات ، إلا أنه يفكر بعمق ويسعى بهدوء للتغلب عليها مركزا على هدفه ،، ولا يعلن أبدا أنه فشل ، لأنه يعلم أن إعلان النتيجة بيديه ،، فلو أسرع وأعلن الفشل ، فهو قد اختار الفشل ،، ولو تغلب على العقبات وأعلن النتيجة في النهاية فستكون النتيجة نجاح باهر

لا يبالغ أبدا في وصف الأحداث ، تجده دائما يبسط أي شيء من حوله ، ولا يتأثر به ، ويفكر بعمق وهدوء للتغلب عليه ، فهو على الدوام قائد للظروف ، متحكم فيها ، يطوعها ويقهرها لخدمة أهدافه وتحقيقها ،،

لا يندب حظه لوجود رياح عاصفة ، لكنه يدير دفة المركب بهدوء ليستفيد من هذه الرياح العاصفة لدفعه بقوة نحو الأمام ، نحو هدفه ، دون أن يلتفت لصراخ السلبيين في المركب .

لا يخش أبدا الفشل ، بل يعرف أنه أول خطوة في طريق النجاح ، يستمتع بتخطي العقبات ، ويتلذذ بالنجاح والراحة النفسية التي تدب في عروقه بعد تغلبه على أي عقبة قد تعوقه إلى أن يصل لهدفه

دائما أهدافه كبيرة حالمة ، يراها كل من حوله مستحيلة ، وفي الغالب يوفقه الله إلى تحقيقها وسط ذهول من حوله

يعيش حياته في حماس وطاقة وحيوية ونشاط وابتكار وإنجاز ، ودائما عنده جديد

لا يشعر أبدا بالفراغ ،، لا يعرف مصطلح الانتظار ،، لا يوجد في حياته ما يدعو للملل ، يستغل كل الظروف ، لا يمكن أن يشعر بالضياع ، لديه دائما العديد من البدائل ، ويستخدمها كلما قابله أي عقبات .

تجد عباراته دائما لمن حوله يحركها الهدف والرؤية الواضحة ، فلو كان سياسيا تجده يشحذ الناس بالأمل والأهداف الواضحة والتقدم والراحة في الحياة ويبث فيهم القوة لتخطي أي صعاب

ولو كان شيخا تجده ينصح الناس بالحب ، والرقي ، والرغبة في استشعار جمال الدين وروعته ، ويتحدث عن الحسنات والفوائد النفسية والأخروية من العبادات والفرائض والنوافل ، يتحدث عن رحمة الله وعن سماحة الله وعن عفوه ومغفرته وعن لذة القرب منه والتقرب إليه

ولو كان أبا أو زوجا تجده يقود البيت بالحب والحنان والرقي والاحترام ، يستخدم أسلوب المكافأة والثواب للتحفيز والدافعية ، وتجد الأسرة كلها تتحرك بطاقة الحب الرائعة والاحترام المتبادل

لو حدثت مشكلة بينه وبين شخص آخر ، تجده يلجأ دائما للأسلوب المهذب الراقي المحترم لنيل حقه أو لإنهاء الخلاف

يتخذ أسلوب الترغيب منهجا لحياته ومنهجا للتأثير على من حوله

يتعلم العلم لإفادة الناس وأخذهم إلى الطريق الصحيح بالرفق واللين والابتسامة والهدوء ، لا يهاجم أبدا من يختلف معه ، بل يقول رأيه ويعلم بعلمه أن الرأي الآخر على صواب لأن اختلاف الآراء فيه رحمة للناس ، ويعلم أن من اجتهد وأخطأ فله أجر ، ومن اجتهد وأصاب فله أجران
ينشر الحب والسعادة والراحة في كل من حوله ، ويفيد الناس بتواجده معهم حتى ولو لم يتكلم لايتعلمون دائما من الحكم ، ويعلمون جيدا أن كل حكمه قد يكون ورائها عمرا طويلا استغرقه قائلها كي يصل لها ، فلا يهملون أي حكمة أيا كانت ويبنون دائما على خبرات الآخرين لذا هم في تقدم مستمر

يسهلون كل شيء على الناس ، يسهلون الدين .. يسهلون العلم ويسهلون الحياة يرون أن الحياة بسيطة وسهلة ، ممتعة ورائعة ، ويعلمون الناس كيف يعيشون سعداء في الدنيا وفي الآخرة .
يعلمون أن النجاح لعبة ، والحياة لعبة ، ويتفننون في اكتساب خبرات لينجحوا ويتفوقوا ويستمتعوا بها

تجد تصرفاتهم دائما أفعال و ابتكارات وإنجازات ، ونادرا ما تكون ردود أفعال هذا الصنف من الناس دائما في راحة نفسية ، في سعادة وهدوء ، في متعة رائعة ، يتمتعون بكل ما سخر الله لهم في هذه الدنيا ، مهما كانت ظروفهم وأحوالهم .



عش حياتك كما تريد - استر هيكس



1- كل مايحدث في حياتك أنت من قمت بجذبه إلى حياتك وهو ينجذب إليك حسب الصورة التي تصورتها في مخيلتك.

2- الأفكار تصبح أشياء .. فكر فيما تريده لا  فيما لا تريده .مهمتنا كبشر أن نتمسك بالأفكار التي نريدها ..نحن نجذب ما نفكر فيه بالأكثر.

3- ما تركز عليه سيزداد ..ماتفكر به كثيرا سيزداد في حياتك عندما تركز على شيء بعاطفة كبيرة .. فإنك تسرع حدوثه
ما تركز عليه بأفكارك ومشاعرك هو ما تجذبه إليك سواء كنت تريده أم لا .

4- إنك تجذب ما أنت عليه ..أنت تجذب ما تفكر به .. أنت تصبح ما تفكر به.أنت كالمغناطيس تجذب الأفكار والأشخاص  تجذب الأحداث ونمط الحياة ..

5- كل مايحدث في حياتك الآن .. أنت جذبته إليها..أنت ترسم حياتك بواسطة أفكارك.. يمكنك تغيير الأفكار السلبية عن طريق سماع ماتحب مثلا أو أي شيء يغير حالتك وشعورك للأفضل ..
 أنت الصانع لأوضاعك .

6- أفكارك تجذب مشاعرك .. مشاعرنا الحالية هي التي تظهر إن كنا على الطريق الصحيح أم لا .. بقدر سوء شعورك يكون ابتعادك عن وجهتك الصحيحة.

7- ما تشعر به هو انعكاس كامل لما في طريقه أن يحصل .. الشعور بالعافية .. الحب .. الإطمئنان .. ستجد أن الكون كله يتجاوب مع طبيعة أغنيتك ..مع شعورك الداخلي ..
ماتفكر به .. ما تشعر به .. وما يظهر للوجود هو دائما متطابق ..كلما كان شعورك جيد .. كلما جذبت الأشياء الجيدة إليك. 

8- سل - تعطى – تلقى ..  ولايلزمك معرفة كيف سيحصل ذلك , معنى التلقي أن تضع نفسك بموازاة ما تطلبه..
الشعور بالأمل - الحماس - السرور - التقدير ومشاعر الخوف - الإحباط - الغضب .. إشارات قوية أنك غير متواز الآن مع ماتطلبه. 


9- نحن في كون يسير حسب القوانين .. لايهم كنت جيدا أم سيئا. 

10- شعورك هو كل شئ .. عندما تدرك ذلك يمكنك حينها إدارة أفكارك والتحكم فيها. 

 11- طريقة الإجابة قد تكون فكرة ملهمة عندما يأتي الحدس والالهام من داخلك .. لاتتردد .. لاتؤخر ..لا تشككك..تصرف.

12- فقط اتخذ أول خطوة في الإيمان.. لا يلزمك رؤية الدرج بكامله..كل الدروب تتكشف بعد ذلك بانسيابية مطلقة واحكام رائع ..وتوقيت مناسب. 

13 - ميعنا لديه قصة مؤلمة ولكن المهم هو ماذا بعد ؟؟ ما الذي ستختاره الآن ؟؟ هل ستركز على ما تريد أم على مالا تريد ؟؟ 

عندما تركز على ما تريده يتوسع ويزداد .. عندما تتجاهل مالاتريده يختفي. 

14- يمكنك البدء من أقل الإمكانيات ومن حيث أنت .. لا تربط نفسك بالموروثات والمعتقدات الإجتماعية .. فقط آمن بقدراتك.

15- إذا فكرت أنك تستطيع .. أو أنك لا تستطيع .. فأنت مصيب في الحالتين. 

الخيال هو كل شيء - د.بسام الخوري


الخيال أقوى بأضعاف من الإرادة نحن صنيعة تخيلاتنا و مهما كانت إرادتنا قوية سوف يتغلب تخيلنا على إرادتنا. في التخيل نحن نعمل مع إرادة الكون و مع القوانين الفيزيائية التي خلقها الله لنا في هذا الكون. لا نستطيع أن نتخلص من عادة سلبية مهما كانت قوة إرادتنا طالما أن الصورة الذهنية الموجودة في عقلنا الباطن و التي هي من الخيال عكس ذلك.

أولا يجب أن نغير الصورة الذهنية وفق تخيل جديد منظم ثم نبدأ بتغيير العادة المراد تغييرها وفق قوة الإرادة.
العقل الباطن يبرمج في مرحلة ما قبل النوم أكثر من أي وقت آخر العقل الباطن لا يتوقف عن العمل إطلاقا حتى خلال النوم, إنه يبني عمله خلال النوم على آخر برمجة أعطيناها له.
عندما يعمل العقل الباطن ليلا على برمجة معينة يعمل نهارا إلى جذبها كأحداث واقعية تتطابق مع البرمجة الليلية.
قبل النوم بعشر دقائق تأكد أن حديثك مع نفسك إيجابي و بناء لكي يبرمج العقل الباطن أثناء النوم بشكل إيجابي و بناء و عندها يعمل بشكل تلقائي على جذب الأحداث الإيجابية أثناء النهار.
العقل الباطن يستقبل المعلومة و يحتفظ بها على أساس المشاعر التي أحسسنا بها في الموقف أو الحدث الذي تعرضنا له.
العقل الباطن هو المتحكم في حياتنا
العقل الواعي هو الملقن
في حال أتقنا فن التلقين من الواعي إلى الباطن أتقنا السيطرة على مجريات الأمور في حايتنا
حديثنا مع أنفسنا يصنع شخصيتنا
كل ما كان حديثنا مع أنفسنا بناء كلما كانت شخصيتنا متوازنة متزنة قوية واثقة 
عملية الجذب تتم من خلال المشاعر الصادقة و التخيل الواضخ اللذين نبثهما للكون.
إذا كنت ترغب أن تجذب في حياتك شيء ما
تأكد أنك توجه مشاعر حب كافية له
و تأكد أنك تراه بشكل واضح
بهذين العاملين تختصر الزمن و بحسب قوة مشاعر الحب و وضوح الرؤية الموجهة لذلك الشيء, يتجلى ذلك الشيء بشكل أسرع في الواقع.

إن أفضل عمل ممكن أن تقوم به في حياتك من ناحية تحقيق هدفك هو أن تتخيل هدفك الذي تسعى لتحقيقه
إن 15 دقيقة من التخيل الصحيح و اليومي أفضل من آلاف الساعات من العمل الدؤوب الذي تبذل فيه كل جهدك و تستعمل به عضلاتك دون أن تحدد هدفك.. تعلم كيف تتخيل بشكل صحيح
أدرك معنى التخيل ..أدرك الفارق بين أحلام اليقظة و التخيل
عندما تدرك معنى التخيل و تطبقه تصبح حياتك ملكك أنت ليست ملكا للأحداث العشوائية الناتجة على أساس اعتقاداتك السابقة
و بذلك تصنع مستقبلك عن طريق تخيلك
التخيل يحثك على العمل بعد أن يكون قد هيّأ الكون بفسح الطرق لمن يستطيع أن يساعدك في تحقيق هدفك
التخيل يختصر الزمن و يجعله قريب من الصفر
التخيل عملية تركيز كبيرة لإصابة الهدف ركز على هدفك و اجعل الصور أثناء عملية التخيل واضحة و مشاعرك براقة قوية واثقة لكي تتم عملية التخيل
اختصر آلاف الساعات من العمل عن طريق تخيلك و اعمل بعدد ساعات أقل جهدا و أكثر تركيزا و تفكيرا لينتج عنها عمل موجه هادف نقي يجعل منك شخصية مؤثرة في مجتمعك و في العالم
التخيل هو نقطة الفصل بينك و بين مستقبلك الذي تتمناه
بالتخيل ترسم نية بدلا من أن تتمنى
بالتخيل تجذب أي شيء ممكن إلى حياتك
إنه بداية تشكيل للمادة التي تصنع الواقع و أي واقع
حياتك نسيج لتخيلاتك المستمرة حسب ما بنيت بها اعتقاداتك و أصبحت ترى صورا ذهنية معينة للحقيقة
بالتخيل تغير حقيقة ما تراه على أنه حقيقة إلى حقيقة ما تريد أن تراه على أنه حقيقة
التخيل أقوى صناعة يمكن أن تخلق بها واقعك الجديد
اصنع مستقبلك بأن تتعلم كيف تتخيل بشكل إيجابي

الثلاثاء، 15 مارس 2016

التدرج في الوعي - د.صلاح الراشد



الإنسان يتطور دائما في مراحل العلم .. عندما كان في ابتدائي لو قال له أحد أن إثنين ناقص ثلاثة تنفع ، كان ضحك عليه من القلب واتهمه بالجهل وقال له كيف يا ذكي إثنين نطرح منها ثلاثة ؟
سيذهب عندها لكل أصحابه من ابتدائي ويقول لهم ، شايفين الراجل دا ، رغم كل التعليم اللي اتعلمه مش فاهم إن اثنين ماينفعش نطرح منها ثلاثة ، مع إنها بديهية ؟؟؟ ويثور وينفعل ويغضب ويقول : معقوووووول في حد عاقل يقول إن إثنين ينفع نطرح منها ثلاثة ،،، يعني لو أنا معايا تفاحتين ، ينفع أعطي ثلاث رجال كل واحد تفاحة ؟؟؟ فيضحك من حوله ويصفقوا له ويبدأ في اتهام من يقول غير ذلك بعدم الفهم وغيرها من الاتهامات ، يصدقه فيها كل من في المرحلة الابتدائية ويصفقون له بمنتهى الإعجاب ..

ولو ذهبت للنقاش معهم ستحتاج لشرح جزء كبير من منهج الحساب المتقدم أو الجبر كيف يفهم ،، لذا تجدهم يقولون لك يا أخي شغل مخك ، معقولة إثنين ناقص ثلاثة تنفع ؟؟ هذه بيديهة أين ذهب عقلك يا رجل ..

بعد أن يتطور في التعليم يعلم أن إثنين ناقص ثلاثة يساوي سالب واحد . لأن علمه نضج وأصبح أكثر وعيا بمهارات الحساب والجبر وغيرها ..

كذلك الدين .. يدخل الشاب الدين ، يبدأ في فهمه بصورة مختلفة تماما ويفهم منه القشور فيظن أنه فهم الدين .. يبدأ في الحكم على الناس والالتزام بالشكل الخارجي من صلوات وعبادات وصيام وزكاة وملبس وغيره دون أن ينتبه للعمق الباطني .. يقرأ في كتب السابقين دون معرفة مستويات وعيهم حين كتبوا هذه الكتب فينقل منها ويهاجم الناس استنادا على قولهم .. لا يعلم أن بعضهم كتب هذه الكتب عندما كان في مرحلة ابتدائي في الدين ،، وبعضهم كتب هذه الكتب عندما كان في مرحلة إعدادية في الدين ، وبعضهم في الثانوية ،، وبعضهم في الدراسات العليا .. كل يكتب بحسب وعيه لحظة كتابة الكتاب ومدى فهمه لأمور الدين

فترة بعد فترة يحدث لهذا الشاب تحول وربما يكون على حالات كثيرة أذكر هنا ثلاث حالات :

الحالة الأولى :

- بعضهم يحجر عقله ويستمر على هذا الفهم فيؤدي الدين كأنه قيود وفروض غصب عنه ، لا يستمتع به ، لا يعيش سعيدا ، يعيش كأنه أسير مقيد ،، لا يستطيع فعل ما يريحه لأنه يرى أنه غلط وحرام وغيره .. يسأل في كل شيء وعن كل شيء ، ويحتاج فتوى لكل ما يفعله !! فلا ينعم بالحرية ولا الراحة أبدا .. وربما يعمل الذنوب في الخفاء لأنه لا يستطيع منع نفسه ثم يتظاهر أمام الناس بأنه العابد التقي .. مثل هذا الشاب لو ربى لحيته وتعرف على أحد القنوات سيصبح داعية إسلامي شهير وسيصدر هذا الفكر للناس وسيظنه كل من في المرحلة الابتدائية في الدين أنه العالم الجليل .. وبما أن من في المرحلة الابتدائية كثير ستجد له أتباع كثر من كل مكان لا يعلمون أبدا أنهم كلهم في المرحلة الابتدائية . وكلهم مقتنعون أن إثنين ناقص ثلاثة ماينفعش وسيهاجمون بشدة كل من يقول غير ذلك ، حتى لو كان شيخ الأزهر :)

الحالة الثانية :

- بعضهم يعمل عقله ويفكر بصورة سلبية فيزهق ويمل من هذا الدين ويرى أنه أصبح مخنوق مقيد . فيرجع مرة أخرى لأسوأ ما كان عليه ويبدأ في التمرد ويقول ماهي بايظة بايظة ويقنط من رحمة الله ويتمادى في المعاصي . وبعضهم يصل إلى الإلحاد ولقد قابلت مئات منهم خلال عملي في مجال الصحة النفسية ومن فضل الله في جلستين ثلاثة مفتوحة للتحدث في صميم الدين يعود الشاب لرشده بمنتهى الحب والراحة النفسية لدينه وبكامل إرادته عن اقتناع تام .

الحالة الثالثة :

-  بعضهم يعمل عقله ويفكر بصورة إيجابية ويقول ، مستحيل يكون هذا هو الدين الصحيح ،، مستحيل يكون دا ربنا ،، فيبدأ في التفكير ويهتدي لعلماء فاهمين الدين صح فيصحح مفاهيمه وتنموا مداركه فيستمر ويلين قلبه ويؤمن قلبه وجوارحه وتجده إسلاما وقرآنا يمشي على الأرض ينشر الرحمة والعدل والحب بين الناس ..يفهم الدين فهما مريحا ، يطمئن به قلبه ، يقوم بالعبادات بمنتهى الراحة والاستمتاع ، يحمد الله من كل قلبه على كل الراحة والسعادة والاستمتاع الذي يعيش فيه بكل كيانه ، يكون صادقا واضحا لايتظاهر بما هو عكس الباطن .. وهؤلاء نسبتهم قليلة جدا بين الناس لذا إن لم تكن على هذه الحالة من الراحة والسعادة والاستمتاع بحياتك فحتما أنت تطبق الدين بشكل خاطئ أو تعلمت الدين من شخص غير فقيه بالدين.

اعلموا أن كل الأئمة السابقين وكل البشر  وكل الأنبياء مروا بهذه التجارب على سلم الوعي .. في البداية كانت معلوماته بسيطة ، ويوما بعد يوما وسنة بعد سنة تنمو مداركه وينمو ويزداد وعيه ،، فمعظم الأئمة السابقين تجده في بداية كتبه يكفر الناس بسهولة ويقول من قال هذا فقد كفر ويكون غليظ القلب صارما حادا بحجة نصرة الدين والحفاظ عليه .. بل إن معظمهم وصل مثلا إلى أن يقول من قال إن الجني لا يدخل الإنسي فقد كفر ، ومن فعل كذا كذا فقد كفر ... كان أسهل شيء عليه أن يكفر الناس ،،  ثم في أواخر كتبه تجده يحذر أتباعه من التكفير ويعتذر عن منهجه السابق حين كان وعيه ضعيفا بالدين .. كل الناس بلا استثناء مروا بهذه التجربة ومعظم الأئمة كذلك مروا بهذه التجربة ومن قرأ كتبهم جميعها من أولها إلى آخرها يعلم ذلك ..فمن البديهي أن الإنسان لا يولد عالما بكل العلم . بل كل فترة يتعلم علما جديدا ينسف معتقداته السابقة !!!

المصيبة أن حديثي الدخول في الدين ومعظمهم الآن من المشاهير في الدعوة لم يدرسوا الدين منذ بداياتهم ، معظمهم انضم للدين بعد تخرجه من الجامعة لم يدرس في الأزهر لا يفهم فقه الاختلاف !! يقرأ كتابا لأحد الأئمة (كتاب في مرحلة وعي بسيطة) فيستند عليه ويكفر الناس ويبدأ في الخوض فيهم بالسب والشتم والشماتة دون أن يعلم أن هذا ليس من أخلاق الدين نهائيا ،، بل ليست من صفات النبي الكريم بتاتا ، وهو لا يدري أن هذا العالم نفسه تبرأ من هذا الكتاب قبل أن يموت وحذر أتباعه منه في إصدار آخر قبل وفاته  وبعد أن ازداد وعيه بالدين ..

لهذا حذر النبي من ذلك وأمرنا أن نرجع دائما للقرآن والسنة كي لا نقع في هذه المصائب ..

خذوها قاعدة : من يكفر الناس بسهولة ، ويقيم البرامج والحوارات ليرد على هذا ويتهكم على هذا ويمعن في بيان كيف أن هذا الشخص جاهل أو غير متدين أو أو ،، وإذا مات يبدأ بالشماتة فيهم والقول بأنهم في الجحيم أو الهلاك المبين ، تابعوا سيرتهم منذ بداياتهم ستفاجأون بأنهم لم يكونوا على الدين من قبل ،، منهم من كان مغنيا وتاب ، ومنهم من كان دراسته دبلوم وبدأ يدخل الدين ، ومنهم من كان دراسته عادية ثم دخل للدين حديثا وربى ذقنه وأصبح العالم الجليل ومنهم من كان في قمة الضياع ثم دخل الدين ،، معظمهم بدأوا دراسة الدين في سن الثلاثين أو الأربعين .. بدأوا بقراءة الكتب دون وعي ، واستشهدوا بها ..

هم أنفسهم سيفيقون بعد فترة ، عندما يزداد وعيهم ، أنا أرى بعضهم بدأ الآن يزداد وعيه ويتراجع عن ما كان قاله في الماضي ، هذا شيء طبيعي .. هو سلم للوعي نصعد عليه جميعا حتى وفاتنا

لن تجدوا عالما منذ نعومة أظفاره يدرس الدين يكفر أحدا إلا قليلا .. لذلك تجد العلماء الأجلاء لا يدخلون في هذه المشاكل لشدة وعيهم واستيعابهم للدين ، لن تجد الشعراوي كذلك مثلا لن تجد الغزالي ، هؤلاء علماء بمعنى الكلمة قرأوا آلاف الكتب ووعوا الدين بصورة صحيحة ، درسوا الفقه والقرآن والتفسير والحديث منذ كانوا في أولى ابتدائي ..

المشكلة أن الناس لأنهم يجهلون بأمور الدين : إذا وجدوا في الفضائيات شيخ جميل المنظر ، يبدو على مظهره قبل أن يتكلم أنه عالم (بالشكل) صدقوه فيما يقول دون أن يعملوا عقولهم ويسألوا من هذا ومن أين جاء بهذه المعلومات التي معظمها (الرد على فلان) (تكفير فلان) (بيان أن فلان الفلاني جاهل جهول) (التحذير من فلان) .. كلهم حديثي الدخول في الدين لا يظهر معظمهم إلا عند المشاكل وكل كلامه يصب في اتهام شخص .. شخص آخر !! . جل ما يفعلوه دون وعي منهم هو نشر الفتنة والاختلاف في المجتمع ونشر التكفير والأحكام والغلظة وما كان النبي الكريم يفعل ذلك ..

هذا الصنف من الدعاة صدر للناس أن الدين صعب كله ضغوط وتعاليم ومن لم يلتزم بها دخل النار .. تجدهم يكفرون الناس ويستشهدون بآيات في غير محلها ، والناس تتبعهم وتقول واو .. بينما لو جاء عالم آخر واستشهد بآية تثبت عندم جواز التكفير تجد الناس تقول له أنت جاهل وتستخدم الآيات في غير سياقها .. بينما الأول هو من يفعل ذلك .أصبحنا في الشدة نتبع من لا يستطيع فهم الآيات القرآنية بمرادها الصحيح ، بل يفهمها فهما مغلوطا قاسيا غليظا مليئا بالأحكام والكره والغل والحقد ..  بينما في اللين واليسر نجد النفور.

طاقة الشكر - د.أحمد عمارة




للشكر طاقة . وأي طاقة !!
ما أروع أن تشعر بأسمى مشاعر الامتنان والشكر تجاه كل شيء إيجابي من حولك
شعور سيزداد وينمو يوما بعد يوم
شعور سيقلص الأمور الغير مرغوب فيها ، وستفاجأ بأن كل ما تريده وتتمناه يزداد وينمو بسرعة وروعة

جرب أن تشكر كل من حولك على أي شيء تستفيده منهم
اشكر الجميع ، الجماد والنبات والأجهزة والبشر والكون والخالق وكل شيء

جرب أن تعيش بالشكر بأعمق درجاته
عندما تستيقظ نشيطا اشكر ربك على الصحة والعافية والنشاط
اشكر والدتك ووالدك وزوجتك وكل من حولك عندما يقدمون لك أي شيء ، ولو بسيط
اشكرهم بابتسامة رائعة ممتنة صافية

اشكر سريرك أنه أتاح لك نوما مريحا هادئا
نعم .. بل اشكر موبايلك حيث يسهل لك عملية الاتصال بالناس ويوفر الكثير من الوقت والجهد
واشكر الكمبيوتر لأنه يتيح لك قراءة هذا المقال ويتيح لك الاستفادة من كل مجالات التكنولوجيا
اشكر الهواء العليل ، اشكر الشمس ، اشكر الكون

لا تتعجب ولا تسمح لأحد أن يشوه لك هذا المعنى العميق بمفاهيم دينية مغلوطة
شكر المخلوق هو من صميم شكر الخالق
بل لقد قال رسولنا الكريم "من لا يشكر الناس لا يشكر الله"

والعلم الحديث أثبت أن كل المخلوقات تتأثر بطاقة الشكر فتزداد سعادة وتعمل بصورة رائعة في زيادة الشيء الذي شكرتها من أجله

النعمة لو كانت ملقاة على الأرض فانتشلتها بامتنان ووضعتها في مكان لائق فسوف تستغفر لك وتشكر لك

تأكد أن كل من تشكره سوف يزداد الشيء الذي تشكره من أجله
تأكد أن موبايلك كلما تشكره فستقل أعطاله ، وسيارتك كلما تشكرها فستقل مشاكلها . كل هذه حقائق علمية حديثة
وكلها تؤكد وتفسر عمق الآية الربانية الكريمة القائلة "لئن شكرتم لأزيدنكم" فالله سوف يزيد أي شيء تشكر من أجله ، تشكر المخلوق ، وتشكر الخالق .. تمتن للمخلوق وتمتن للخالق ، سيزداد كل شيء ، بمعنى الكلمة

تذكر أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم احتضن جذع الشجرة عندما أن ليشكره على طول الفترة التي تحمله فيها عندما كان يقف عليه في خطب الجمعة . احتضنه حتى توقف أنينه

لاحظ أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية تحديدا ترك الشكر مطلقا لم يربطه بشكره تعالى ، ليترك المجال للمتعمقين المتأملين في معاني القرآن أن يغوصوا في أعماق الآية الرهيبة

تأمل معي مرة أخرى . لئن شكرتم لأزيدنكم .

لئن شكرت الله ، فسيزيد الله ما شكرته من أجله
لئن شكرت الناس ، سيزيد الله ما شكرتهم من أجله
لئن شكرت كل من حولك وما حولك من أدوات سخرها الله لك فسيزيد الله ما شكرتهم من أجله
لئن شكرت الكون فسيزيد الله من تفاعل الكون معك فالله سخر السماوات والأرض لخدمتك وتحت أمرك وهي تنفذ ذلك كل يوم بلا كلل ولا ملل .

الأبحاث النفسية في طاقة الشكر تخرج لنا المفاجآت يوما بعد يوم
الزوجة كلما ازداد شكرها لزوجها على أقل الأمور . فسيزداد تدريجيا كل ما تشكره عليه وتصبح حياتهم أسعد
الأبناء الذين يشكرون آباءهم يوميا ، تقل المشاكل بينهم إلى حد كبير جدا
جرب أن تشكر ربك على إحساس رائع ،، سيزداد هذا الإحساس وسيتكرر في حياتك
نعم ، حتى مجرد الإحساس ، فالآية واضحة ، كل ما تشكر عليه سيزداد .. تمعن وانطلق لتزيد كل ما تريد في حياتك

كلما ضحكت اشكر الله واشكر من أضحكك
كلما أحسست بسعادة ، اشكر الله على هذه المشاعر ، وتأكد أنها ستزداد
كلما شاهدت مريضا ، اشكر الله على النعمة والعافية وتأكد أنه لن يصيبك هذا المرض ما حييت . وهذا وعد من الله

بل والأكثر من ذلك ،
كلما أردت أن يزيد أي شيء في حياتك
قم بشكر الله عليه وتأمل روعة زيادته في حياتك
اذهب الآن واشكر ربك على ما لديك من مال مهما قل ، وتأكد من أن الزيادة قادمة
اذهب الآن واشكر ربك على أي شيء تريد زيادته ، وانتظر روعة النتائج

بل وتعمق أكثر وأكثر
إذا أردت أن يحدث شيء ما سعيد في حياتك
فقم بالاسترخاء ، وتخيل براحة وسعادة أنه حصل
واستشعر هذه السعادة
ثم اشكر الله بقوة على حصوله ، وعلى هذه المشاعر
وستذهل من النتائج
فالله غاية في الرحمة وغاية في الكرم والعطاء
أكرم وأكثر رحمة بك مما تتخيل مهما وصل تخيلك

اشكر ، امتن ، عش بطاقة الشكر المريحة الرائعة

استشعر روعتها دائما في قلبك .. فجر الجذب داخلك بطاقة الامتنان والتقدير
اشكر الخالق على الدوام ، في سرك وعلانيتك
تحدث مع الناس عن نعم الله عليك ،، تحدث باستفاضة وبأحاسيس رائعة
تحدث بالتفصيل ونفذ أمر الله تعالى "وأما بنعمة ربك فحدث
"
حاشاك أن تلتفت إلى المخوفين المرعوبين الذين يخافون الحسد ،، فهو لا يصيب شاكرا ولا يصيب إلا من يخشاه ويخافه

منذ الآن عش بالشكر ،، نم بالشكر ، استمتع بالشكر ، كن كنبي الله نوح فقد قال الله عنه "إنه كان عبدا شكورا"

الشكر سر النجاح
الشكر سر الإبداع والإتقان
الشكر سر السعادة والرضى والراحة والمتعة

اعلم أن الشكر هو لب العبادة ، فالله خلقنا في الأصل لنستمتع ونشكر
قال الله تعالى "وما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون" .
إذن هذا ينطبق على سيدنا آدم والسيدة حواء ..
هما كانا في الجنة
في الجنة لا توجد عبادة بالمفهوم الذي نعرفه من صلاة وصوم وزكاة وغيرها

إذن العبادة هنا يقصد بها أن تطلب فيأتيك ما طلبت فتشكر
آدم وحواء كانا في الجنة يتنعمان ويستمتعان ، ويشكران الله سبحانه وتعالى على هذا النعيم
وهذه هي أعظم عبادة

بالشكر تستشعر طعما رائعا لكل العبادات والفروض
لأن الله لم يأمرك بها ليضايقك ، وإنما أمرك بها ليفيدك ولمصلحتك أنت
فالشاكر ، لن يصلي غصب عنه ليؤدي واجبا عليه ، بل سيصلي بشكر وبراحة وسعادة واطمئنان فستزداد متعته وسيزداد اطمئنانه
وهكذا في باقي العبادات ، بالشكر يصفو كل شيء وبالشكر ينصلح كل شيء

بل لا أبالغ لو قلت أن الشكر فقط كفيل بجعل حياة الإنسان في قمة السعادة والراحة والهدوء

من يترك الشكر تنهال عليه المشاكل والضغوطات في الحياة
جرب وأنت في قلب هذه المشاكل أن تبدأ بالشكر ..
بالشكر بمفهومه العميق لكل شيء ولكل شخص ولخالق الكون الكريم الحليم الرحيم
جرب ولا تذهل من النتائج
فهي ستكون خرافية

كلما مررت بأزمات وضوائق ، تفنن في شكر الله على أقل شيء محبب أو جميل ، مهما كان بسيطا ، وتأكد أنه سيزداد تدريجيا إلى أن تصبح حياتك كلها أشياء محببة وستختفي الأزمات والضوائق للأبد (نصيحة مجرب بعمق)

الشكر تحدثت عنه كل الكتب السماوية ..
العهد القديم : التوراة
العهد الجديد : الإنجيل
العهد الأخير : القرآن

وهذه مقتطفات من الكتب الثلاث :

- ما دمت حيا معافى تحمد الرب وتفتخر بمراحمه" (سفر يشوع بن سيراخ 17: 27(
- "إذا كنتم في سلامة، وكان أولادكم وكل شيء لكم على ما تحبون، فإني أشكر الله شكراً جزيلاً" (سفر المكابيين الثاني 9: 20)
- "مَتَى ذَبَحْتُمْ ذَبِيحَةَ شُكْرٍ لِلرَّبِّ، فَلِلرِّضَا عَنْكُمْ تَذْبَحُونَهَا" (سفر اللاويين 22: 29(
- "لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 6(
- "اشكروا له كلكم، لأنه صالحٌ، لأن رحمته إلى الابد" (سفر يهوديت 13: 21(
- "فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2: 1-4(
- "نَشْكُرُكَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، لأَنَّكَ أَخَذْتَ قُدْرَتَكَ الْعَظِيمَةَ وَمَلَكْتَ" (سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي 11: 17(
- "اشكري لله نعمته عليكِ، وباركي إله الدهور. حتى يعود فَيُشَيِّدَ مَسكنهُ فيكِ، ويَرُدَّ إليكِ جميع أهل الجلاء، وتبتهجي إلى دهر الدهور" (سفر طوبيا 13: 12(
- "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ" (البقرة : 152)
- "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ" (البقرة : 172)
- "وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلا مَا تَشْكُرُونَ" (الأعراف : 10)
- "وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ" (لقمان :14)
- "اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ" (سبأ : 13)
- "نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنَا كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ" (القمر :35)


في النهاية أريدك أن تحذر ، لأن من لا يشكر فهو في حقيقة الأمر يكفر بنعم الله عليه ، فالكفر عكس الشكر قال تعالى "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ" (إبراهيم : 7) .

وقال أيضا "قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ" (النمل : 40) .

وقال أيضا "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" (لقمان :12)

وقال : "إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا" (الإنسان :3)

بل إن من لا يشكر فهو دون أن يدري ينفذ أمر الشيطان الذي جاء صريحا في الآية الكريمة "ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ" (الأعراف : 17)

ترى هل ستكون شاكرا ؟ أم ستكون كفورا ؟!!!!

سحر الإعتقاد - د.بسام الخوري



خلق الله الكون بكل تفاصيله و قوانينه خادما مطيعا لنا مطلق العدل و لا رحمة فيه يحسب الكون ضمن قوانينه العادلة كل تفاصيل حياتنا منذ أن تكوّن كل واحد منا في رحم أمه و لكل واحد منا تفاصيل حياته الخاصة بهكل فكرة و كل شعور و كل تخيل و كل شيء محسوب بدقة متناهية يعمل الكون على الحفاظ على مجالنا الطاقي الذي برمجنا عليه عندما كنّا أطفال و يحفظ اعتقاداتنا و صورنا الذهنية و إدراكنا للمفاهيم.

فمن يعتقد اعتقاد خاطئ أو سلبي فإن الكون سوف يدعمه حسب اعتقاده و يزيد و يكبّر من ذلك الاعتقاد و يظهره عن طريق أحداث يساعد الكون في تقديمها للشخص ذو الاعتقاد الخاطئ.

مثلا من يعتقد أن الحياة صعبة و أن جمع المال صعب سوف يساعده الكون على رؤية الحياة صعبة و جمع المال صعب بنفس قدر قوة الاعتقاد و من يعتقد اعتقاد صحيح أو إيجابي فإن الكون سوف يدعمه حسب اعتقاده و يزيد و يكبّر من ذلك الاعتقاد و يظهره عن طريق أحداث يساعد الكون في تقديمها للشخص ذو الاعتقاد الصحيح.

مثلا من يعتقد أن الحياة جميلة و أن جمع المال سهل سوف يساعده الكون على رؤية الحياة جميلة و جمع المال سهل بنفس قدر قوة الاعتقاد أيضا.

حتى نستطيع أن نغير من قانون الجذب السلبي إلى قانون الجذب الإيجابي يجب أن نغير من اعتقاداتنا تتغير الاعتقادات عندما يتوسع إدراكنا للمفاهيم, عندها يرتفع وعينا مما يزيد من مساحة حريتنا في هذه الحياة الجميلة, ينتج عن ذلك عدد أكبر من الاختيارات و الاحتمالات, نستطيع بعدها من أن نختار الأشياء النافعة و الصحيحة بدلا من الأشياء الضارة و الخاطئة.

نظرية الأوتار الفائقة… مي السيد – فادي نجيب



مفهوم المادة الفيزيائي عبر الزمن

كان الإغريق يعتقدون أن المادة مصنوعة من دقائق غير قابلة للانقسام، أطلقوا عليها اسم «الذرات – Atoms»، وكانوا يعتقدون أيضاً أن العدد الهائل من المواد يتكون من اتحاد عدد صغير من وحدات بناءٍ أولية معينة. كان تخمينهم صحيحاً بالرغم من أن مفهوم الذرة غير قابلة للانقسام كان خاطئاً.
في بداية ثلاثينيات القرن الـعشرين، أجرى علماء فيزياء بارزون مثل «طومسون، إرنست رذرفورد، نيلز بور، جيمس تشادويك»؛ عدة تجارب ظهر نتيجتها نموذج للذرات يُشبه نموذج النظام الشمسي، لكن الذرة تتكون من «بروتونات، نيوترونات» تحتشد حولها الإلكترونات في مداراتٍ ثابتة.
وفي نهاية الثلاثينيات؛ اكتشف علماء فيزياء أثناء دراستهم للأشعة الكونية؛ أن هناك جُسيمة أخرى أطلقوا عليها اسم «ميون – Muon».
وفي منتصف الخمسينات من القرن الـعشرين، اكتشف كلٌّ من «فريدريك راينز، وكلايد كوان» أدلة تجريبية حاسمة على وجود جُسيمة أساسية رابعة أطلقا عليها اسم «نيوترينو»؛ والتي تتميز بأنها جُسيم شبحي من الصعب الكشف عنها، حيث من النادر أن تتداخل مع المواد الأخرى.
في العام 1968، وجد علماء تجريبيون في مركز المُعجّل الخطّي في ستانفورد؛ أن البروتونات والنيوترونات ليست جسيمات أولية، وإنما تتكون من 3 جسيمات أصغر منها تُسمى «كواركات – Quarks».

مدخل إلى نظرية الأوتار الفائقة

نظرية الأوتار الفائقة 01
في البداية، النظريتان اللتان يعتمد عليهما الفيزيائيين في فهم سير الكون بما يحمل بشكلٍ عام، هما «النظرية النسبية العامة لألبرت آينشتاين، وميكانيكا الكم».
الأولى تُقدم شرحاً نظرياً لفهم عالم الأحجام أو الأبعاد الكبرى في الكون مثل «الكواكب، النجوم، المجرات، عناقيد المجرات أيضاً، وحتى المدى وراء الكون نفسه، والقوى التي تُحرّكها».
أمّا النظرية الثانية؛ فتقدم فهماً أكثر لعالم مُتناهي الصغر في المادة؛ وهو عالم الذرّات والجسيمات والعالم دون الذرّي أيضاً.
فكلتا النظريتان تقدمان شرحاً مُنفصلاً لعالمين مُختلفين تماماً، لذا ليس بمقدور أيّ من الفيزيائيين أن يدمجهما سوياً، أو تطبيقهما معاً. فلكل نظرية طريقة سير وقوانين تختلف تماماً عن الأخرى، والأكثر من ذلك أن تطبيق إحداهما ينفي الأخرى بحيث تكون واحدة فقط هي الصحيحة.
هذا التوتر والتناقض في وصف المادة المُكوّنة جميعها من ذرّات، كان لا بد له أن ينتهي، وأن تُوجد نظرية فيزيائية صحيحة مُوحدة تستطيع دمج هاتين النظريتين دون أخطاء.
فكانت « نظرية الأوتار الفائقة – Superstring Theory » بالرغم من أنها لا تزال نظرية قيد الدراسة، هي النظرية التي أتت لتضع حلّاً لذلك التناقض، بل تعتمد صحة قبولها، وتطبيقها على تطبيق كلّ من ميكانيكا الكم والنسبية معاً.
وإذا ما نظرنا لطريقة سير الكون؛ فالأشياء سواءً أكانت في عالم الأحجام الكبيرة، أو في العالم مُتناهي الصغر؛ فهناك قوى رئيسية تحكمها ومسؤولة عنها؛ تُعرَف بالقوى الطبيعية الأربع؛ وهُي «القوة النووية الشديدة، القوة الضعيفة، الجاذبية، والقوة الكهرومغناطيسية».
واكتشف علماء الفيزياء سمتين تُميزان هذه القوى الأربع؛ وهي:
* السمة الأولى: إذا ما نظرنا للقوى على المستوى الميكروسكوبي، فهذه القوى لها جُسيمات مُترافقة معها يمكن اعتبارها الحزمة الصغرى لها.
القوة الكهرومغناطيسية على سبيل المثال؛ حزمتها الصغرى عبارة عن فوتونات متمثلة في أشعة الليزر.
والقوى القوية والضعيفة؛ مكوناتها الصغرى عبارة عن جسيمات يطلق عليها اسم «غليونات – Gluons، وبوزونات قياسية ضعيفة – Weak Gauge Boson».
* السمة الثانية: هي أن تلك القوى تُشبه الكتلة في تحديد كيف تؤثر الجاذبية في الجسيمات. وأيضاً تشبه الشحنات الكهربائية في تحديد كيف تؤثر القوى المغناطيسية فيها.

نظرية الأوتار الفائقة… فكرة عامة والتعريف

فكرتها الأساسية ترتكز على أننا لو فحصنا أي جسيمات بدقة تزيد أضعافاً مُضاعفة عن فحوصاتنا المعهودة، فإننا سنرى أن هذه الجسيمات ليست مُجرد نقطة، بل أصغر من ذلك بكثير ومُكوّنة من أُنشوطة أُحادية البُـعد.
وتتكون كل جُسيمة من فتيلٍ يتذبذب ويهتز ويتراقص كحلقةٍ من المطاط نحيفة جداً. لذا أُطلق على هذه الأنشوطة اسم «الوتر- String».
كيف تُنتج الأشياء من أوتارٍ مهتزة؟
نظرية الأوتار الفائقة 03
وفقاً للنظرية؛ تظهر أن الخواص التي تظهرها الجسيمات ما هي إلا انعكاس للطرق المختلفة التي يمكن أن يتذبذب بها الوتر.
ولتبسيط الفكرة؛ فلنأخذ على سبيل المثال أوتار آلة الكمان الموسيقية، أو البيانو والتي لها ترددات محددة تتذبذب عندها فقط. فعندما تهتز هذه الترددات تصل إلى آذاننا كأنساق نسمعها في هيئة نوتات موسيقية إيقاعية، كذلك هو حال الأنشوطات الأُحادية في نظرية الوتر.
فكل نسق من الأوتار المتذبذبة؛ تظهر في شكل جُسيمة تتحد كتلتها وقوة شحنتها بواسطة نسق اهتزازات الوتر. فالإلكترون وتر يتذبذب بطريقة واحدة، والكوارك وتر يتذبذب بطريقة أخرى، وهكذا كافة الجسيمات.
وبالرغم من أن النظرية لا تزال بعيدة عن الحقائق التجريبية؛ إلا أنها تُظهر سمة أو حقيقة فيزيائية لخواص الجسيمات وهي؛ الأنساق الرنينية للتذبذب للأنشوطات الأحادية للوتر. وأيضاً قوى الطبيعة تترافق مع أنساق محددة لاهتزازات وترية؛ بالتالي فإن المادة والقوى التي تحكمها تتوحد تحت عنوان: الاهتزازات الميكروسكوبية (النوتة التي يمكن أن تعزفها الأوتار).

النظريات في نظرية الأوتار الفائقة

نظرية الأوتار الفائقة 04
– نظرية الأوتار البوزونية
هي أول نظرية أوتار عُرفت، وتتضمن أنساقاً اهتزازية جميعها بوزونات. وهناك 5 نظريات أخرى تتضمنها نظرية الأوتار كالتالي:
– نظرية الأوتار من النوع I
هي نظرية تتضمن أوتاراً مفتوحة وأخرى مغلقة.
– نظرية الأوتار من النوع IIA
هي نظرية تتضمن الأوتار المغلقة والتي لها أنساق اهتزاز تناظر يمين – ويسار.
– نظرية الأوتار من النوع IIB
تتضمن النظرية الأوتار المغلقة التي لها أنساق اهتزاز لعدم التناظر يمين – يسار.
– نظرية الأوتار (هيتيروتيك – O)
هي نظرية تتضمن أوتاراً مغلقة حركتها الاهتزازية اليسرى الاهتزازات الموجودة في الأوتار البوزونية.
– نظرية الأوتار (هيتيروتيك – E)
تتضمن أوتاراً مغلقة حركتها الاهتزازية اليمنى تشبه اهتزاز الأوتار II، أما الحركة الاهتزازية اليسرى فهي تشبه اهتزاز الأوتار البوزونية.
– النظرية – M
هي نظرية توحد النظريات الخمس السابقة في إطار واحد شامل، وتشتمل على 11 بُعداً (زمكانياً – Space-time Dimensions).

الأبعاد في نظرية الأوتار

نظرية الأوتار الفائقة 05
الأبعاد في الكون الذي نعرفه؛ 3 أبعاد رئيسية وهي (الطول، العرض، الارتفاع)، بالإضافة إلى البُعد الرابع (الزمن).
أما نظرية الأوتار؛ تنص على أن الكون مُكوّن من «11 بُعداً»، وهو شيءٌ لا يُمكن تخيله. وتنحصر هذه الأبعاد في الأبعاد الثلاثة الرئيسية، والبُعد الرابع (الزمن)؛ وزِدْ على ذلك 7 أبعاد كونية أخرى افتراضية مُثبتة رياضياً، لتتمكن النظرية من تكوين هندسة مُوحدة للكون بأكمله.
ولتقريب الصورة بشكلٍ أفضل حول هذه الأبعاد..
تخيل لو أنك تعيش في مبنى مُكون من 10 طوابق، وتسكن في الطابق الـ 5، في هذه الحالة أنت تعيش فوق 5 طوابق، وأسفل 5 طوابق أيضاً.
إذا فكرت للحظة بالقفز من مكانك في الطابق الخامس باتجاه الأرض؛ ستجد نفسك تنظر لعوالم – طوابق – أخرى مختلفة كلياً عن ذلك الطابق الذي تسكنه.
هذه هي فكرة الأبعاد الـ 11 أو العوالم المختلفة التي تنص عليها نظرية الأوتار.
إن كل موقع في كوننا؛ نستطيع وصفه وتحديده عن طريق ثلاثة مجموعات من البيانات التي تُنسب إلى الأبعاد الفضائية الثلاثة.
وبمعنى آخر على سبيل المثال؛ إذا أردت تحديد عنوانٍ ما في أي مدينة؛ كل ما عليك فعله هو أن تذكر اسم الشارع، أي الموقع في البُعد (يمين أم يسار)، وتحديد الشارع المُتقاطع معه، أي الموقع في البُعد (أمام أم خلف) ورقم الطابق.
ومن منظورٍ أكثر حداثة؛ شجعتنا أبحاث آينشتاين على أن نُفكر في الزمن كبُعدٍ آخر (المستقبل – الحاضر – الماضي) والذي يؤدي إلى 4 أبعاد نعرفها (ثلاثة منهم مكانية والرابع زمني).
وفي عام 1919؛ قام رياضي بولندي يُدعى «تيودور كالوزا» من جامعة «كوننغسبرج» باقتراح غير مألوف، وهو أنه من الممكن أن تكون هناك أبعاد أخرى كثيرة في الواقع.
هل هي نظرية مُوحدة لكل شيء؟
نظرية الأوتار الفائقة 06
كنظرية فيزيائية مُوحَّدة؛ تُحاول نظرية الأوتار شرح جميع القوى التي رُصدت في الطبيعة.
وبدأت القصة منذ عهد آينشتاين حين كانت قوتا «الكهرومغناطيسية والجاذبية» هما القوتان المعروفتان حينها. فلم يرتح آينشتاين لفكرة وجود قوتين فحسب، وبدأ برحلة البحث عن نظرية أسماها «نظرية المجال الموحد – Unified Field Theory»، والتي كان يأمل أن تعطيه إجابة واضحة بأن هاتين القوتين هما نتاج مبدأ عظيم واحد.
– ويعني بالمبدأ الواحد؛ أن كل شيء على أصغر المستويات الميكروسكوبية؛ تتكون من تجمع جدائل مُتذبذبة.
وبعد أكثر من نصف قرن من الزمن، أصبح مجتمع الفيزياء في العالم مقتنعاً بشكلٍ رسمي بأن نظرية الأوتار الفائقة قد تعطي إجابة لتساؤلات آينشتاين، وتزودنا بإطار مُفرد قادر على احتواء جميع القوى؛ والمادة معاً.
وفي الواقع؛ إحدى حلول معادلة الأوتار؛ هي قوة شبيهة بقوة الجاذبية، ويُعتبر نشوء أو ظهور هذه القوة؛ شهادة على قوة وجمال نظرية الأوتار.
ويُساهم هذا في جعل الفيزيائيين يتخلّون عن الفكرة الشائعة عن المكان والزمان، والاعتراف بعالمٍ ذو عشرة أبعاد بدلاً من تخمين إلى أين سيقودهم طريق البحث عن نظرية موحَّدة.
تمكنت نظرية الأوتار وبنجاح من أخذ قوة الجاذبية بعين الاعتبار، والتكهن بجُسيماتٍ فائقة التناظر. لكن ذلك الجمال كله ولوقتٍ طويل مضى، كان يقبع في هيئة هندسة رياضية جميلة دون وجود أدلة ملموسة، أو تنبؤات قابلة للرصد.
وفي أواخر السبعينات وفي بحث منفصل لكل من «جاكوب بكنشتاين Jacob Bekenstein، وستيفن هوكينغ Stephen Hawking»؛ وجدوا أن نسبة «الأنتروبية»؛ كانت كبيرة جداً في أنواع معينة من الثقوب السوداء.
* الأنتروبية: هي مقياس لعدم الترتيب، أو بمعنى آخر… الفوضى.
هذه النتائج كانت مُفاجئة جداً بسبب عدم استطاعة أحد فهم كيفية امتلاك جسم بسيط كالثقب الأسود لهذه الكمية الكبيرة من الفوضى في داخله، ولم تستطع حتى الحسابات إعطاء فكرة واضحة عن ذلك.
أما في العام 1996، قام فيزيائيين من معهد الفيزياء النظرية في جامعة سانتا باربارا، وجامعة هارفارد؛ وهما « آندرو سترومينغر – Andrew Strominger، وكومرون فافا – Cumrun Vafa» باستعمال نظرية الأوتار الفائقة من أجل بناء نوع معين من الثقوب السوداء أطلقوا عليها اسم «الثقوب السوداء المتطرفة»؛ بنفس الطريقة التي يُمكن أن يستعملها أحدهم – الفيزيائيين – من أجل بناء ذرة هيدروجين.
وُجد ذلك البناء عبر التلاعب بالمعادلات المُستنتجة من ميكانيك الكم، والتي تصف ارتباط الإلكترون بالبروتون.
* الثقوب السوداء المتطرفة: هي ثقوب مُشبعة بشحنةٍ ما – يمكن تخيلها كشحنة كهربائية – ولها كتلة قليلة للغاية تُناسب شحنتها.
وهنا استعانوا بأبحاث «هوكينغ و بكنشتاين» لبناء الثقب الأسود؛ وبالاعتماد على نظرية الأوتار. واستطاع كل من «سترمينغر وفافا» من تحديد القيمة الصحيحة «للأنتروبية» داخل الثقب الأسود التي وجدت في أبحاث زملائهما.
هذه النتائج صعقت مجتمع الفيزياء؛ إذ أنه وللمرة الأولى، أمكن الحصول على نتائج الفيزياء الكلاسيكية استناداً على نظرية الأوتار الفائقة.
وبالرغم من هذا؛ فإنّ الثقوب السوداء المتطرفة لديها القليل من القواسم المشتركة مع الثقوب السوداء العادية والتي نعتقد أنها تقع في مراكز المجرات.
وتوضح هذه الحسابات نوع العلاقة بين الأوتار والجاذبية، بالإضافة إلى أنها تُقدم رؤية على المُسببات الفيزيائية لحصولنا على هذا الجواب.
وحتى الآن؛ لا أحد يستطيع الجزم إذا ما كانت نظرية الأوتار الفائقة هي النظرية النهائية – نظرية كل شيء – أو هل هناك وجود لشيءٍ ما رياضي يصف الكون في معادلة واحدة، أم لا؟
لكنّها نظرية أنيقة بشكلٍ لا يُصدق، ولها إمكانيات وحساباتٍ قوية، وهي النظرية الأوْفَر حظاً في القرن الحالي إذا سمعنا أحدهم يتحدث عن نظرياتٍ تُفسِّر طبيعة العمل الداخلي للكون بشكلٍ عميق.

ختاماً.. هل نظرية الأوتار الفائقة؛ علم؟؟

نظرية الأوتار الفائقة 07
في نظرية الأوتار الفائقة، لا وجود لأي جُسيمات أولية مثل الإلكترون، أو الكوارك؛ بل كل ما هو موجود هو عبارة عن «قطع من أوتارٍ مُهتزة، ويتوافق كل وضع اهتزاز مع جُسيم مُعين، ويحدد هذا الاهتزاز شحنة الجسيم وكتلته».
ولهذا السبب؛ ستكون النتائج هائلة في حال قُمنا باستبدال جميع الجُسيمات في المادة بأوتارٍ مهتزة ومتناهية الصغر، وأكثر من ذلك في فهمنا الحالي للنظرية، تلك الأوتار ليست مصنوعة من أي شيء: إنها المكون الأساسي للمادة.
في نظرية الأوتار الفائقة ذات الأبعاد العشر، أو الـ 11 بُعد، نحن نرصد 4 أبعاد فقط كبيرة وعادية؛ وهي ما نَعتبره المكان والزمان، أما الأبعاد الإضافية فهي التي تُحدد خصائص العالم الذي نعيش فيه، وأكثر من ذلك؛ إذا أُثبتت صحة النظرية فهذا يعني أن هناك أكواناً متعددة حول كوننا.
أما وضع الأوتار المُغلقة؛ فيتميز بجزيئين دوّارين من الجرافيتون.
الجرافيتون: هو الجسيم المسؤول عن الجاذبية كواحدة من التفاعلات الأساسية.
حتى نتمكن من وصف الكون وصفاً صحيحاً وفقاً للنظرية؛ نحن بحاجة إلى طريقةٍ ما للربط بين هاتين الحزمتين من الأبعاد، ولفعل ذلك؛ علينا تكوير الأبعاد الـ 6 الإضافية في حيزٍ صغير جداً من الفضاء.

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونـة يقظة وعــي