الأربعاء، 2 مارس 2016

تجربة النية - لين ماكتاجريت



فى كتابها – الحقل the field  -  تتسائل الكاتبة لين ماكتاجريت لقد علمتنا الفيزياء التقليدية – فيزياء نيوتن – وجود رابطة فيزيقية حتمية بين الأشياء وهو ما أستقرت عليه عقولنا فكل ظاهرة لها سبب معين وشروط محددة لحدوثها غير أننا نجد ظواهر كثيرة تحدث ولا نعرف سببها أو شروطها أو لنقل أنها ليس لها سبب يعقل وفقا لتصور فيزياء نيوتن ففى بعض مجاهل أفريقيا يوجد معالجون يكفى أن تعطيهم صورة الشخص المريض والذى قد يكون فى بلد آخر أو دولة أخرى فينظر إليه ويعالجه من مرضه ويبرأ هذا الشخص بالفعل من مرض عجز عنه أمهر الأطباء أو كان يقتضى علاجه تدخل جراحى دقيق .... كيف يتم هذا وما أساسه العلمى ؟

 تقول لين ماكتاجريت أن المجال الخصب للإجابة هو فيزياء الكم  لماذا ؟ لأنها تقوم على نقيض الحدث ( التوقع البديهى ) فهناك تأثيرات غريبة لفيزياء الكم بعيدة عن أرض الواقع أو غير منطقية بالنسبة لمفاهيمنا وإذا كانت فيزياء الكم تبحث فيما هو متناهى فى الصغر أو متعاظم فى الكبر إلا أنها لا تبحث فى العنصر البشرى أو أى كائن حى وذلك لأن الجسم الحى لا يملك معالجة كمية بداخله والسؤال تطرحه الكاتبة ... هل نحن كيان كمى ؟ هل توجد معالجة كمية بداخلنا ؟ أو بمعنى آخر هل لنا صلة نرتبط من خلالها ببعضنا البعض كزبزبات أو ترددات أم أن كل فرد منا له كينونته الخاصة والمستقلة والمنفصلة عن الآخرين ؟

وللإجابة على هذا السؤال دعونا نستعرض بعض التجارب التى قام بها لفيف من العلماء فى تخصصات مختلفة فى معامل برنستن بالولايات المتحدة الأمريكية قام العالمان بوب جون – وبريندا دان بدراسة تأثير نية الأشخاص على عمل الآلات وذلك بوضع آلة تقوم بأسقاط كرات تشبه كرات البلياردو  ذات ألوان مختلفة على مسطح مليئ بفجوات تتساقط فيها الكرات المندفعه وبالطبع يكون سقوط الكرات عشوائى جدا والمطلوب من الأفراد الذين تجرى عليهم التجربة أن يؤثروا بنيتهم فى عمل الآلة بحيث تسقط كرات محددة وبألوان محددة فى ثقوب معينة وليس عشوائيا وقد أثبتت التجربة وجود تأثير كبير للنية على الآلة وقد كررت التجربة مرارا وبأشكال مختلفة وأعطت نتائج لا تدع مجالا للشك فى تأثير نية الأشخاص على الآلة ومن أهم النتائج التى تم الوصول إليها وجود فارق كبير بين الرجال والنساء فما يريده الرجال من الآلة يحصلون عليه وما يريده النساء من الآلة يحصلون على عكسه والغريب أن تأثير المرأة على الآلة يكون أكبر عندما يكون تركيزها أقل بينما يكون تأثير الرجل أكبر عندما يكون تركيزه كبير الشيئ الهام فى تجارب جون ودان أننا وجدنا مفهوما يتنافى مع الفيزياء التقليدية ففى الفيزياء التقليدية توجد ظاهرة معروفة تسمى ( الأنتروبيا ) تقول أن هناك نزعة لدى الأشياء لتتساقط وتتجه تجاه النقيض فكل شيئ يتجه إلى النقيض وإلى الفوضى طبقا للفيزياء التقليدية فإذا وضعنا فنجان من القهوة فى أى مكان فإنه دوما يتجه إلى البرودة وإذا قزفنا حجرا فى الماء فإن الأمواج التى يصنعها تتوقف فى النهاية كما أننا نتحرك دائما من الحركة إلى اللاحركة ومن الترتيب إلى الفوضى ...

 غير أن ما كان يراقبه بوب جون وبرين دان هو أن هناك شيئ حيال الوعى يمكنه أن يحول هذا من الفوضى إلى الترتيب ومن العشوائية إلى التنظيم لهذا من الممكن أن يكون ترابط الوعى للكائنات الحية أكبر أنواع الترتيب للطبيعة وشيئ يمكنه أن يساعد فى صنع النظام فى العالم ولم يكن هذا تأثير بشرى فقط فهناك بعض العلماء قاموا بدراسات هامة لأثبات أن الحيوانات لديها نفس التأثير على المعدات العشوائية فقد قام أحد العلماء الفرنسيين بأجراء تجربة لبحث التأثير الواقع من الطيور الصغيرة الحديثة الولادة على الآلات العشوائية وسر أختيار هذه النوعية من الطيور أنها إذا لم يكن لديها أم فإن أول شئ تراه ستختم عليه وسيصبح أما لها وقد قام العالم بختمها على هذه الآلات العشوائية ثم أخرجها من قفصها بشكل عشوائى ووجد أنه بمرور الوقت تتحرك الآلات للأقتراب من القفص فنزعة الطيور الصغيرة كى تكون قريبة من أمهاتها كانت تسبب نية قوية جعلت الالات تقترب منها وقام العالم بأختبار هذا أيضا فى الظلام بأن وضع شمعة صغيرة مضيئة على آلة فى الظلام بينما الطيور الصغيرة لا تحب أن تبقى فى الظلام ووجد أنه مجددا هذه الطيور الصغيرة تجلب هذه الآلات بالقرب منها كى تتخلص من الظلام وأهم شيئ فى تجارب بوب جون هو ما يقوله عن تأثيرنا على كل أنواع العمليات الشديدة فى حياتنا فنحن نملك القدرة على التأثير على كل ما حولنا من آلات كالحاسوب والهواتف النقالة وغيرها مفهوم فيزياء الكم بالنسبة للأنسان والكائنات الحية الأخرى إننا جميعا متصلون بواسطة حقل من الطاقة ...

 نحن نسبح فى بحر الحياة بشكل أساسى وهو ما يسمى حقل نقطة الصفر  فنحن كبشر لسنا منفصلين عن بعضنا .... يجب علينا أن نعيد التفكير فى حياتنا على أنها جزء من الكل الكبير وأن أهدافنا ستؤثر بشكل ما على العالم .... إن أفكارك ستؤثر على كل شيئ يحدث فى حياتك فمن أهم نتائج فيزياء الكم التأثير المباشر لشيئ على شيئ آخر رغم بعد المسافة بينهما فنحن نرسل ونستقبل بروتونات صغيرة وهى بمثابة بروتوكول بسيط للأتصال بيننا وقد ثبت أن منبع ذلك هو الحامض النووى إن أجسادنا مصنوعة من نفس المادة التى صنع منها كل شيئ وبيننا أتصال دائم مع حقل نقطة الصفر ( بحر الحياة ) فنحن نرسل ونستقبل نعطى ونأخذ معلومات والموجات ما هى إلا وحدات للمعلومات كما أن الموجات لديها صور ثلاثية الأبعاد من المعلومات تماما مثل التصوير بالرنين المغناطيسى وأهم ما تقوله فيزياء الكم أننا نحن من يخلق الحقيقة فنحن نلاحظ دائما الشئ بعد إنعكاسه على مرآة الذاكرة وما يشكل الأشياء من حولنا ليست الأشياء ذاتها ولكن ما يشكلها هو الأفكار والتصورات والمعلومات فكما يقول هيزنبرج الذرات ليست أشياء إنما هى نزعات وفيزياء الكم تعتمد  فقط على الأحتمالات والسؤال هو من الذى يتحكم فى أختيار الأحتمالات ليحضر أحدها كفعل إلى الواقع ؟ والأجابة هى أنه المراقب فالمراقب لا يمكن تجاهله والمراقب هو الوعى وإذا أردنا تعريفا للوعى من  خلال الفيزياء الكمية لقلنا أن الوعى هو وجهة نظر المراقب .
اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونـة يقظة وعــي