ناس يحركها الخوف .. وناس يحركها الأهداف (الحب)
1- من يحركه الخوف :
تجده دائما في قلق وفي خوف من كلام الناس ومن الأحداث ومن الظروف
معظم كلامه : الناس قد تزعل ، الناس قد تتضايق ، قد يسيئون فهمي ، قد يهاجمونني ، قد يسيئون الظن بي .
لو سمع رأي مخالف ، يصل إلى ذروة القلق ، يصاب بالإحباط سريعا ، يتأثر كثيرا برأي من حوله ، يخشى النقد ، يخشى كلام الناس يبالغ في وصف الأحداث ، متعجل في إعلان النتائج وفي الغالب تكون سلبية ، مسارع بإعلان الفشل ، مضخم للأحداث ، يتقن الوصف السلبي المبالغ فيه ، يقول غالبا عبارات مثل : روما تحترق ، الدنيا انهارت ، القيامة قامت ، هتحصل مصيبة لو لم أفعل كذا وكذا ، الدنيا خربت ، المصايب تنهال علينا منذ كذا وكذا ، وغيرها من العبارات الوصفية السلبية المبالغ فيها .
عندما يناقش أي شيء لا يرى إلا سلبياته ، وعندما يناقش أي شخص لا يرى إلا سلبياته ، ويتفنن في النيل من شخصه وصفاته ، وأحيانا إذا ظهرت إيجابيات يسيء تفسيرها ويقلبها سلبيات .
ويشكك في نية صاحبها ، وإذا حدث في النهاية نجاح يكون موقنا أنه بالمصادفة البحتة ونتيجة لظروف معينة ، وهو دائما مضخما للسلبيات مركزا عليها ، ومهمشا للإيجابيات ومقللا منها .
تجده دائما يركب الموجة كما يقولون فهو فترات متحمسا إيجابيا ، وفترات أخرى سلبيا يبث الضيق والهزيمة والتوتر في كل من حوله إذا وجدته متحمسا ، تأكد من أن هناك ظرف جيد مفاجئ حدث له أو أن هناك إيجابيين كثيرين من حوله لسبب ما
وعندما يكون سلبيا ، تأكد من أن هناك ظرف سيء وقع فيه ، أو أن هناك سلبيين كثيرين من حوله وهذا يحدث له دائما .
يخشى الفشل على الدوام ، ويخافه ، وتجده دائما لا يقدم على أي شيء جديد فيه ابتكار لأنه يخشى الفشل ويخشى عدم إتاحة الظروف المناسبة
هو على الدوام تحركه الظروف ، وتقوده الظروف ، وتتحكم فيه الظروف ، وهو أسير للظروف ، ويتفنن في تعليق كل مشاكله على شماعة الظروف
يشعر دائما بالفراغ ، بالانتظار ، بالملل ، بالضياع ، بالكسل ، بالوهن ، لا قيمة للوقت عنده نهائيا ، فهو يضيع عشرات الساعات دون أن يلتفت لها ، يبحث بقوة عن شيء ما لكي يتعلق به ليخلصه من هذه المشاعر القاتلة ، ليس لديه إلا خيار واحد فإذا واجه أي عقبة ، شعر أن الحياة انهارت وأعلن الفشل .
تجد عباراته لمن حوله دائما يحركها الخوف ، فلو كان سياسيا تجده يشحذ الناس بالخوف من المستقبل والخوف من الأزمات القادمة والخوف من غلاء المعيشة ، والخوف من الفشل والضياع وغيرها
ولو كان رجل دين تجده دائما يدعو للدين بالرعب والخوف من الموت والعذاب والنار والفقر وغضب الله وعذاب القبر .
ولو كان أبا أو زوجا تجده يقود البيت بالرعب والعقاب والحرمان والتهديد والوعيد لو حدثت مشكلة بينه وبين شخص آخر ، تجده يلجأ دائما للأسلوب الجاف أوالتهديد والوعيد ظنا منه أن هذا سيحقق مراده يتخذ أسلوب الترهيب منهجا لحياته ومنهجا للتأثير على من حوله
بعضهم يتعلم العلم للمفاخرة ولمهاجمة الناس وإثبات أنهم على خطأ . فهو يتلذذ دائما باصطياد أخطاء الآخرين ويتباهى بعلمه القليل الذي ساعده في اصطياد هذا الخطأ لغيره حتى لو كان عالما أعلم منه في هذا المجال .
يتغيرون ببطء شديد هذا إذا تغيروا ، ودائما تجدهم يدورون في نفس المحاور والمواضيع التي ربما دار فيها ملايين الناس قبلهم ، نادرا ما تجد عندهم جديد ، يتمسكون بكل شيء فيه جدال أو خلاف ويجدون ذواتهم في النيل ممن خالفهم
ينشر الكره والغل دائما بين الناس بتحدثه عن السلبيات سواء كانت سلبيات الحكومات أو الناس أو من يختلف معهم في الدين أو العرق أو الرأي ، يضر الناس جدا بتواجده معهم حتى ولو لم يتكلم
لا يتعلمون من الحكم ، وإنما يقعون دائما في نفس الأخطاء ثم يقولون في النهاية ، فعلا ، فلان كان عنده حق ، أو الحكمة الفلانية كانت صحيحة
يصعبون كل شيء على الناس ، يصعبون الدين .. يصعبون العلم ويصعبون الحياة
يرون أن الحياة كفاح وقتال ونضال وتعب ومشقة ومصائب وابتلاءات
تجد تصرفاتهم دائما ردود أفعال
هذا الصنف من الناس قلما يستمتعون ، قلما يرتاحون ، قلما ينعمون ويتمتعون بمتع الدنيا التي سخرها الله للإنسان
2- من يحركه الأهداف (الحب):
تجده دائما هادئ واثق متزن حتى لو تحرك ببطء ، إلا أنه مطمئن لأنه يتحرك للأمام دائما ونحو هدفه
معظم كلامه : سأصل إلى هدفي ، لن يوقفني شيء ، مهما كان كلام الناس فإنهم سيسكتون عندما أحقق هدفي ، ولا يلتفت إلى المثبطين الذين ينتظرون النتائج السريعة البراقة . ولا يلتفت لأي شخص سلبي أيا كان . حتى لو كان من أهله أو المقربين له .
لو سمع رأي مخالف : سيستمع إليه بعمق ، ويستفيد منه إذا كان مفيد ، أو يبين خطأه بهدوء إذا كان صاحبه على خطأ أو ينقصه معلومة ما . وسيكون دائم الاستفادة ممن حوله ، فهو يستفيد من أي شيء يخدم هدفه
عندما يناقش شيء : يركز على الإيجابيات ، ولا يلتفت أبدا إلى السلبيات ، فهو يكتسب الإيجابيات الجديدة التي تفيد في تحقيق الهدف ، وبهذا ستتلاشى فورا السلبيات التي لم يركز عليها ولم يعرها انتباها إلا أنه لا يحقر منها . فهو يعلم تأثير السلبيات ولكنه يركز بقوة على الإيجابيات
تجده على الدوام متحمسا إيجابيا ناشرا للطاقة والحماس والقوة بين كل من يشاركوه ، فهو يعلم أنه من الطبيعي أن تحدث أخطاء ، ومن الطبيعي أن تحدث عقبات ، إلا أنه يفكر بعمق ويسعى بهدوء للتغلب عليها مركزا على هدفه ،، ولا يعلن أبدا أنه فشل ، لأنه يعلم أن إعلان النتيجة بيديه ،، فلو أسرع وأعلن الفشل ، فهو قد اختار الفشل ،، ولو تغلب على العقبات وأعلن النتيجة في النهاية فستكون النتيجة نجاح باهر
لا يبالغ أبدا في وصف الأحداث ، تجده دائما يبسط أي شيء من حوله ، ولا يتأثر به ، ويفكر بعمق وهدوء للتغلب عليه ، فهو على الدوام قائد للظروف ، متحكم فيها ، يطوعها ويقهرها لخدمة أهدافه وتحقيقها ،،
لا يندب حظه لوجود رياح عاصفة ، لكنه يدير دفة المركب بهدوء ليستفيد من هذه الرياح العاصفة لدفعه بقوة نحو الأمام ، نحو هدفه ، دون أن يلتفت لصراخ السلبيين في المركب .
لا يخش أبدا الفشل ، بل يعرف أنه أول خطوة في طريق النجاح ، يستمتع بتخطي العقبات ، ويتلذذ بالنجاح والراحة النفسية التي تدب في عروقه بعد تغلبه على أي عقبة قد تعوقه إلى أن يصل لهدفه
دائما أهدافه كبيرة حالمة ، يراها كل من حوله مستحيلة ، وفي الغالب يوفقه الله إلى تحقيقها وسط ذهول من حوله
يعيش حياته في حماس وطاقة وحيوية ونشاط وابتكار وإنجاز ، ودائما عنده جديد
لا يشعر أبدا بالفراغ ،، لا يعرف مصطلح الانتظار ،، لا يوجد في حياته ما يدعو للملل ، يستغل كل الظروف ، لا يمكن أن يشعر بالضياع ، لديه دائما العديد من البدائل ، ويستخدمها كلما قابله أي عقبات .
تجد عباراته دائما لمن حوله يحركها الهدف والرؤية الواضحة ، فلو كان سياسيا تجده يشحذ الناس بالأمل والأهداف الواضحة والتقدم والراحة في الحياة ويبث فيهم القوة لتخطي أي صعاب
ولو كان شيخا تجده ينصح الناس بالحب ، والرقي ، والرغبة في استشعار جمال الدين وروعته ، ويتحدث عن الحسنات والفوائد النفسية والأخروية من العبادات والفرائض والنوافل ، يتحدث عن رحمة الله وعن سماحة الله وعن عفوه ومغفرته وعن لذة القرب منه والتقرب إليه
ولو كان أبا أو زوجا تجده يقود البيت بالحب والحنان والرقي والاحترام ، يستخدم أسلوب المكافأة والثواب للتحفيز والدافعية ، وتجد الأسرة كلها تتحرك بطاقة الحب الرائعة والاحترام المتبادل
لو حدثت مشكلة بينه وبين شخص آخر ، تجده يلجأ دائما للأسلوب المهذب الراقي المحترم لنيل حقه أو لإنهاء الخلاف
يتخذ أسلوب الترغيب منهجا لحياته ومنهجا للتأثير على من حوله
يتعلم العلم لإفادة الناس وأخذهم إلى الطريق الصحيح بالرفق واللين والابتسامة والهدوء ، لا يهاجم أبدا من يختلف معه ، بل يقول رأيه ويعلم بعلمه أن الرأي الآخر على صواب لأن اختلاف الآراء فيه رحمة للناس ، ويعلم أن من اجتهد وأخطأ فله أجر ، ومن اجتهد وأصاب فله أجران
ينشر الحب والسعادة والراحة في كل من حوله ، ويفيد الناس بتواجده معهم حتى ولو لم يتكلم لايتعلمون دائما من الحكم ، ويعلمون جيدا أن كل حكمه قد يكون ورائها عمرا طويلا استغرقه قائلها كي يصل لها ، فلا يهملون أي حكمة أيا كانت ويبنون دائما على خبرات الآخرين لذا هم في تقدم مستمر
يسهلون كل شيء على الناس ، يسهلون الدين .. يسهلون العلم ويسهلون الحياة يرون أن الحياة بسيطة وسهلة ، ممتعة ورائعة ، ويعلمون الناس كيف يعيشون سعداء في الدنيا وفي الآخرة .
يعلمون أن النجاح لعبة ، والحياة لعبة ، ويتفننون في اكتساب خبرات لينجحوا ويتفوقوا ويستمتعوا بها
تجد تصرفاتهم دائما أفعال و ابتكارات وإنجازات ، ونادرا ما تكون ردود أفعال هذا الصنف من الناس دائما في راحة نفسية ، في سعادة وهدوء ، في متعة رائعة ، يتمتعون بكل ما سخر الله لهم في هذه الدنيا ، مهما كانت ظروفهم وأحوالهم .
اضافة تعليق