الخميس، 10 مارس 2016

الوعي الخالص - د.صلاح الراشد


إن العالم المادي: الملموس والمرئي والمسموع، ما نتصل به من خلال الحواس، يشكل فقط واحد من الألف ريما من المليون أو ربما من المليار من الحقيقة 
The Quantum World
في عمق العالم المادي جزيئات مترابطة
molécules
هذه الجزيئات المترابطة هي في العمق ذرات
Atoms
وفي عمق الذرات عالم كوانتي حافل بالحركة من قبل جسيمات صغيرة
subparticles
في عمق هذه الجزيئات المصغرة موجات
waves
هي ترددات وذبذبات
vibrations & frequencies

لو كنت في بعد الترددات والذبذبات فلن ترى إلا موجات فقط، طويلة، قصيرة، سريعة، بطيئة، لا ترى سوى هذا فقط
لو كنت في بعد الجزيئات فلا ترى الا جزئيات تتطاير وتتناقل وتتحرك
في بعد العالم المادي ترى أجساما كبيرة لا تدرك ما في داخلها من ذرات وجسيمات وجزيئات وموجات
لو كنت أنت كوكبا أو نجما فأنت ترى الكواكب والنجوم ولا تعرف ما في داخلها بالضرورة
في كل بعد عالم مختلف لكنه كله عالم واحد، يعتمد من أي بعد أنت تنظر وتتواجد

The Virtual World
لكن ما الذي يحرك ويشكل كل هذه العوالم المتداخلة مع بعضها؟ على أي أساس تنتظم أو تتغير؟
الموجود تحت الموجات، المسبب لحركتها وتغيراتها، ما يسميه علماء الفيزياء الكمة مسار نقطة الصفر
Zero Point Field
هذا المسار تواصل مستمر مع الموجات
في هذه الحيثية تفاصيل كثيرة جدا، في كيفية عمل هذا البعد
مسار نقطة الصفر، لا تحده حدود، وليس له مكان، ولا زمان
في العالم المادي العقل البشري مبرمج على الزمان والمكان، والزمن معنى ليس شيئا ملموساً، مثله مثل اللون، فاللون وهم، ليس هناك ألوان، هي ترددات، موجات، نمثلها في أذهاننا كشيء مختلف نعبر عنه بالألوان. في كوكب ثاني ولمخلقوات ثانية هذه الألوان غير موجودة. كل الحيوانات تقريبا لا ترى الألوان ولا تعرفها، ولا تفرق بين اللون الأحمر والأخضر، بما في ذلك الثور، الراية الحمراء أو الخضراء لا تفرق عنده، هو فقط تقليد
  مسار نقطة الصفر، قد يسميه علماء الشريعة والثيولوجي (المعتقدات) القدر. ومعنى القدر عند المسلمين الأوائل واضح، صفي، جلي، عند مسلمي اليوم مختل، بالذات الكثير من دعاته، فهم يدعون طوال الوقت للفكر الإرجائي، الذي واجهه المسلمون الأوائل بوضوح، كونه فكر كسول، يعتقد أن القدر ثابت، مكتوب، وهو شبيه بفكر المسيحيين اليوم كذلك، والهندوس، وغيرهم، كونهم يعتقدون بالكارما المبرمجة، المقسومة، فهي نصيب يجب القبول به، مثل كلمة "الزواج قسمة ونصيب"، فكر إرجائي، شبيه بالهندوسية، ، وهو فكر الكارما المبرمجة، أو في المسيحية كذلك "الذنب الأصلي"، في الفكر الهندوسي نحن ندفع كارما حيواتنا السابقة، في المسيحي نحن ندفع ثمن خطأ أبينا أدم، فهو سيد جيناتنا، في الفكر الاسلامي نحن نبتلى ونعاقب لننجح في الاختبار، لأن هناك ربا يتربص بنا. وكن منتبها أن أصل الأديان هذه بريئة من هذه الأفكار كلها، فالأصل فيها لا يعتبر بهذا، بل كلها في الأصل تعتقد أن القدر تفاعلي وليس ثابتا. ولهذا تجد أن غالبية الجموع لا تقدم شيئا ولا تعيش حياة كريمة لكن فيهم من يرجع للأصل أو يكسر القاعدة العامة من المسلمين والهندوس والمسيحين وغيرهم، والاحترام للجميع طبعاً، لا داعي لتأكيده هنا
في العمق البشرية لا تختلف كثيراً في الفكر، هي في العمق تستقي تواصلها من ما يسميه عالم النفس الكبير د. كارل جنك  "الوعي الجمعي" أو العام
Collective Consciousness
هذا الوعي الجمعي أو مسار نقطة الصفر أو القدر ليس بالضرورة الحقيقة!! انتبه. هو أيضا مبرمج وفق معتقدات وظنون الناس. الناس تمرض وتموت، كما قال الفيلسوف الهندي الكبير شانكار، لأنها ترى الآخرين تمرض وتموت! الناس تتلقى الموجود في القدر (بتعبير المؤمنين) أو الوعي العام (بتعبير الفكريين والمتخصصين) أو مسار نقطة الصفر (بتعبير الفيزيائيين) اليوم كما هوكبار المفكرين في التاريخ وعصرنا تحدوا هذه البرمجة، انظر مثلاً للحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء" ثم قارنه في عقيدة المشايخ والدعاة و"المفكرين" و"المنظرين" المسلمين اليوم. لو قارنت بعمق قد لا ترى لهم صلة بهذا الحديث سوى الحديث عنه فقط، والدليل النتائج، لأن الحديث معناه عالمك الخارجي دليل الموجود عندك في الداخل! ونتائجهم وخيمة، حروب وصراعات ومسيرات ومعاناة مستمرة لا تتوقف في عوالهم. ومع ذلك فيهم نوادر ممن هو صحي وغني وفي سلام داخلي ويعيش قصة حب مرضية وله واقع جميل يعبر عما في داخله. الغالبية تسوّق المعاناة طوال الوقت بل وتبرر له بالحب الإلهي والوعد بالآخرة
غالب الموجود في الوعي الجمعي أو القدر أو مسار نقطة الصفر بقائيSurvivalوهو جيد، وإلا لما عاش جنين ولا طفل صغير. فالجنين كأي كائن حي يتراسل مع العالم الافتراضي هذا طوال الوقت ومنه يتلقى البيانات، ضع يد طفل على نار يزيلها تلقائيا، من أين تعلم بديهية الإزالة لتجنب التلف أو الأذى؟! هذه بديهية تلقاها من البرمجة، وهي بديهية مهمة، ومثلها مثل الأكل الذي تهضمه الأجهزة، وتكوين الأجهزة .. الخ
لكن البرمجة البقائية لا تبني حياة كريمة ومتطورة، فقط تحافظ على البقاء من أجل الحياة، وهو شعار البرمجة الدائم
عودا للموضوع، العالم الافتراضي هذا تشكله الظنون، والمعتقدات، والنوايا، وبناء عليها يتم التواصل مع العالم الكوانتي الذي يعد هو المطبخ للعالم المادي، ففيه تتحرك الموجات لشكل الجزيئات المصغرة، والتي هي أصل الذرة، التي هي أصل تجمع الجسيمات التي تشكل الطاولة أو السيارة أو العين أو اليد أو العمارة أو أي مرئي أو مسموع أو ملموس
حتى القدر، بتعريف الأوائل ليسو هؤلاء، هو تقدير، (إنا كل شيء خلقناه بقدر) أي بتقدير، بحسبة، بمعادلة، بأرقام، بتفاعل، بكم، بقدر محسوب. يتفاعل معك طوال الوقت، وللإنسان أن يغير قدره، ويختار قدرا مختلفاً، أو بتعبير الفكر الهندوسي أو الشرقي بشكل عام يغير الكارما ويختار خطا مختلفا، أو بالتعبير المسيحي يغير طريقه ومساره. القدر تفاعلي، يتفاعل مع الإنسان طوال الوقت، يمكنك أن تغير قدرك الآن! الآن! وفقط الآن. يمكنك أن تغير الكارما، الطريق، الخيار لك (ما أصابك من سيئة فمن نفسك)، ما يحدث لك أنت سببه وأنت صاحب القرار في تغييره. ما يحدث في أسرتك أنت وأسرتك سببه، ما يحدث في الكويت سببه الكويتيون والمقيمون فيها، ما يحدث في سوريا سببه السوريون، ليس أمريكا ولا إسرائي.ل ولا المريخيين! كف عن الاسقاطات وتحمل مسؤوليتك في حياتك، ومشاركتك في وضع أسرتك أو بلدك أو عالمك.

ما يشكل العالم معتقداتنا نحن كلنا مجتمعة: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، منكم، من أنفسكم، منك أنت، تحمل مسؤوليتك، اصنع حياتك، توقف عن التذمر، توقف عن الاسقاطات، يمكنك أن تتذمر عشرين سنة، يمكنك أن تعيش في قناة الجزيرة والعربية وتتفاعل مع اسقاطاتهم لكن شيئا لن يتغير في عالمك. الحقيقة أنه: يمكنك أن تصنع %100 من حياتك، %50 أو أكثر من حياتك أنت وشريك حياتك أو عملك، وهكذا. وبما أن غالب الناس في اسقاطات على الأسد وأمريكا والنواصب والشيعة والجن الخ القائمة الطويلة فأنت لهذا السبب يمكنك أن تغير واقعا كبيرا؛ لأن الجموع هذه برمجة وعي جمعي عام! اسقاطات، أي لا تغيير، من يسقط لا يغير شيئاً، هو يقول أن التغيير ليس بيدي، ولهذا تراهم من صراع إلى صراع، ومن ثورة إلى ثورة، ومن شارع إلى شارع.. تحرك بسيط من الواعين يغير معالم الحياة كلها The World of Pure Awareness
لكن هذا كله أيضا ليس عمق الحياة. في العمق تحت خط الصفر، مسار نقطة الصفر، القدر، الوعي الجمعي، هناك وعي نقي، طاهر، أصيليطلق عليه البعض، ومنهم د. كينسلو، وأنا في تواصل معه لإحضاره للمنطقة بإذن الله، الوعي الخالص
Pure Awareness
هذا العالم الأصلي، عالم الاحتمال الأفضل، التواصل الحقيقي مع الخالق، مع العمق، مع أصل الحياةكلما بعدت الفكرة عن الوعي الخالص كلما فقدت الحب، بتعبير كنسلو، كالرضيع عندما تبعد رضيعته عنه، يرتبك، يفقد حبا، يشعر بعدم الأمانكلما بعدت الفكرة عن أصلها شعرت بعدم الأمان، بالخوف، بالاضطراب، بالارتباك كلما قربت أمنت.
استعد للوعي
استعد للتغيير
استعد لقيادة حياتك وفق الاحتمالات الأفضل

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 مدونـة يقظة وعــي